مساحة إعلانية
كتب- محمد عبده
يقرأ بقلبه أولًا قبل لسانه، فتخرج من فمه حبات لؤلؤٍ مسموعة ترطب فؤادك وتستعيد بها سلامك النفسي.. هذا ما فعله القارئ الشيخ محمود علي البنا بمستمعيه من المحبين.
وحل اليوم الذكرى 98 لميلاد الشيخ "البنا"، الذي تفرد بتلاوته وترتيله فصار مميزًا بين الكبار، وأصبح قياديًا لا غنى عنه في دولة التلاوة.
وُلد الشيخ البنا في 17 ديسمبر عام 1926 بقرية شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وتميز بصوته العذب والفريد وموهبته الاستثنائية، التي جعلت منه سفيرًا للقرآن الكريم، حيث طاف أرجاء العالم على مدار 40 عامًا، وتلا آيات الذكر الحكيم في أقدس المساجد، مثل الحرمين الشريفين والحرم القدسي والمسجد الأموي، إلى جانب زيارته معظم دول العالم العربي وأوروبا، خاصة خلال شهر رمضان المبارك.
وحكى الشيخ البنا عن نفسه، إنه كان يسهر على لمبة الجاز "لمبة الجاز" لمراجعة ما حفظه، وبهذه الطريقة أتم حفظ القرآن.
في القاهرة، بدأ "البنا" تلاوة القرآن الكريم في المناسبات المختلفة، حتى لفت صوته انتباه رئيس جمعية الشبان المسلمين، صالح باشا حرب، الذي اعتمده قارئًا للجمعية عام 1947، وفي العام التالي، استمع إليه على ماهر باشا، وطلب منه الالتحاق بالإذاعة المصرية، ليصبح أصغر قارئ معتمد في إذاعة القرآن الكريم عام 1949.
وفي تلك الفترة، واجه البنا موقفًا استثنائيًا حين أضرب كبار القرّاء عن التلاوة، بسبب تعاقد الإذاعة مع الشيخ مصطفى إسماعيل بأجرٍ أعلى، فكان الشيخ محمود البنا بديلهم في ذلك الوقت، وتناوب البنا حينها التلاوة مع الشيخ الحصري والشيخ البهتيمي، حتى ظن البعض أن له علاقة خاصة بالقصر الملكي.
وفي ةقت لاحق كرمته رئاسة الجمهورية بمنح اسمه وسام العلوم والفنون عام 1990.
في 20 يوليو 1985 رحل عن عالمنا الشيخ البنا.
اقرأ أيضًا