مساحة إعلانية
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله.
ينتظر المسلمون كل عام في العشر الأواخر من رمضان وخاصة الليالي الفردية منها كما وصانا الصادق المصدوق سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام حين
قال رسول الله ﷺ :تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، حديث صحيح. وأن خير الدعاء اللهم نسألك العفو والعافية في الدنيا والأخرة
ولقد كرم الله عز وجل ليلة القدر حيث نزلت سورة كاملة باسمها
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (4) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (5)
صدق الله العظيم
والمتدبر في تلك السورة يجد الكثير من عطاياه فكلمة أنزلناه تعني النزول جملة بعكس تنزيل يكون علي أجزاء ولقد خص الله ليلة القدر بالخير العظيم حيث جعل عبادتها خير من ألف شهر تقريبا ثلاثة وثمانون عاما .
وتنزل الملائكة بالتشديد معناه تنزل في مجموعات تترا يتبع بعضها بعضا حتي تمتلئ الأرض بهم ويكون التنزل بأمر الله ومن خلال بوابات نجمية تفتح ليلة القدر وكما نعلم أن هناك بوابات نجمية محدودة بوقت معين ومنها بوابة ليلة القدر وكانوا قديما يطلقون عليها طاقة القدر ولقد رأوها بعض الصالحين رؤى العين أن بابا في السماء فتح ولا يراه الا العبد الرباني النوراني وهذا موجود في القرآن حيث قال عز من قائل
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥) ﴾
صدق الله العظيم
ويعرجون عكس يتنزلون أي أن العرج و التنزل يحتاج لفتح بوابة بأمر الله عز وجل
وتظل تلك البوابة مفتوحة من غروب الشمس حتي شروقها وعند الشروق يبدأ الملائكة في الصعود فتحجب أجنحته ضوء الشمس فتظهر بيضاء بدون أشعة وتلك علامة من علامات إدراك ليلة القدر ولكنني أسمع أحدهم هذا يكون انقضاء الليل فما الفائدة أقول له وما توفيقي إلا بالله لقد ذكر رسولنا الكريم - صلوات ربي و سلامه عليه - علامات يمكن ملاحظتها أثناء الليل ، منها ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة" قال بعض العلماء: فيه إشارة إلى أنها تكون في أواخر الشهر، لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر.
ومن علامات ليلة القدر أنها ليلة لا حارة ولا باردة، فقد روى الإمام أحمد من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمرً ساطعًا، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح»
ولقد أكتشف علماء ناسا ليلة القدر ولكن لم يعلنوا عليها حيث قال أحد العلماء هناك كل ليلة تسقط عشرة آلاف إلى عشرين الف شهاب طيلة العام إلا في ليلة واحدة يتوقف هطول الشهب وأظنها الليلة التي يتحدث عنها المسلمون في أواخر ليالي شهر رمضان .
أنتهي كلام العالم
وأقول وبالله التوفيق إنها ليلة سلام لا شجار فيها ولا نباح هادئة تملأها السكينة والروحانيات ومن يلتمسها يقوم ليلها ويذكر ربها يشعر بالهدوء والطمأنينة وتلك هبة يرزقها الله من يشاء اللهم أرزقنا قيامها ولا تحرمنا خيرها اللهم أمين يا رب العالمين