مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

أحمد عبده طرابيك يكتب: تاجيكستان واليوم العالمي لكرة القدم

2025-05-24 13:59:15 - 
أحمد عبده طرابيك يكتب: تاجيكستان واليوم العالمي لكرة القدم
أحمد عبده طرابيك

 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 7 مايو 2024، وبمبادرة من تاجيكستان قرارها رقم A/RES/78/281 على أن يكون يوم 25 مايو من كل عام "اليوم العالمي لكرة القدم"، وذلك بعد أن قدم رستم إمام علي رحمان، رئيس اتحاد تاجيكستان لكرة القدم، ورئيس اتحاد آسيا الوسطى لكرة القدم، وعمدة مدينة دوشانبي، مبادرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتخصيص ذلك اليوم للاحتفاء بكرة القدم اعترافًا بالامتداد العالمي لتلك اللعبة الأكثر شعبية في العالم وتأثيرها في مختلف المجالات، بما في ذلك في التجارة والسلام والدبلوماسية، وأن كرة القدم تهيئ مجالا للتعاون. ويعكس شعار اليوم العالمي لكرة القدم هذه الروح بأشكاله المترابطة المستوحاة من كرة القدم، والتي ترمز إلى الوحدة العالمية. وللحصول على تفاصيل أوفى حول العلامة التجارية والظهور بخصوص اليوم العالمي لكرة القدم. 
      يعترف القرار بالامتداد العالمي لكرة القدم وتأثيرها في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والسلام والدبلوماسية، ويعترف كذلك بأن كرة القدم تخلق مساحة للتعاون. كما يعترف القرار بالدور الأساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، والدور الهام للاتحادات الكروية الإقليمية والوطنية، وكذلك الجمعيات ذات الصلة في تعزيز لعبة كرة القدم. كما يُشجع القرار جميع الدول على دعم كرة القدم وغيرها من الرياضات كأداة لتعزيز السلام والتنمية. ويُشجع كذلك الدول على اعتماد سياسات وبرامج لتعزيز كرة القدم وغيرها من الرياضات والأنشطة البدنية. ويدعو القرار جميع الدول الأعضاء، ومنظمات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، والأكاديميات، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص للاحتفال باليوم العالمي لكرة القدم وفقًا للأولويات الوطنية ونشر فوائد كرة القدم للجميع، وذلك من خلال الأنشطة التعليمية والتوعية العامة. 
      تُعد الرياضة بشكل عام أداة أساسية في تعزيز السلام على الصعيد العالمي، كما تلعب دورًا محوريًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتحتل كرة القدم موقعًا فريدًا كرياضة عالمية بارزة تتعدى مجرد الترفيه، فهي لغة عالمية يتحدثها الناس من جميع الأعمار، متجاوزة الحدود الوطنية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. يعزز هذا الشغف المشترك الشعور بالانتماء والفخر الوطني. كم أن كرة القدم تشكل أداة قوية لتعزيز الصحة والرفاهية. بالإضافة إلى ذلك، تُعد كرة القدم محفزًا للإندماج الاجتماعي، حيث تعزز الوحدة وتكسر الحواجز بين المجتمعات المتنوعة. توفر كرة القدم مساحة يلتقي فيها الأفراد من خلفيات متنوعة لتعزيز التفاهم المتبادل والتسامح والاحترام والتضامن. إضافة إلى كونها قوة استثنائية ولغة للفرح والأحلام المشتركة، ولعبة عالمية جميلة تتجاوز الحدود والمناطق، واللغات والأديان، والجنس والسياسة. 
      ونظرًا للجاذبية الكبيرة التي تحظى بها كرة القدم، فقد رأت تاجيكستان أنها قوة ناعمة يمكن الاستفادة منها، لتحقيق السلام والتقدم والرخاء والاستدامة بشكل هادف. ففي الوقت الذي تدمر فيه الحرب حياة الناس في قطاع غزة، وفي السودان، وفي غيرهم الكثير من مناطق العالم، فإن ذلك يعد سببًا لحاجتنا لكرة القدم. والسبب الذي يجعلنا نتبنى أي أداة لديها القدرة على مداواة الجروح، وجسر الفجوات، ورفع معنويات الناس حتى في مواجهة الشدائد، فهي تشكل أداة قد أثبتت قدرتها على تعزيز الاحترام والتضامن والعمل الجماعي. ولذلك ترى تاجيكستان أنه يمكن استخدام هذا الحدث من أجل إحلال السلام والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة بما فيها خطة عام 2030 وما تتضمنه من أهـداف التنمية المستدامة. 
      جاء اختيار يوم 25 مايو 2024 للاحتفاء بكرة القدم وجعله يومًا عالميًا لها كل عام، حيث يصادف ذلك التاريخ الذكرى المئوية لأول بطولة دولية لكرة القدم في التاريخ مع تمثيل جميع المناطق، والتي أقيمت في 25  مايو 1924 خلال الألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت في باريس. ولذلك يعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة امتدادًا عالميًا لكرة القدم وتأثيرها في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والسلام والدبلوماسية، وأن كرة القدم تخلق مساحة للتعاون. وإدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي أطلقت مبادرتها العالمية الخاصة بكرة القدم عام 2022 التي تحمل اسم كرة القدم من أجل أهداف التنمية، وهي مبادرة قائمة على العضوية توفر منصة لمجتمع كرة القدم في جميع أنحاء العالم للمشاركة في أهداف التنمية المستدامة والترويج لها. وتضم المبادرة 282 عضوًا بما فيهم خمسة اتحادات قارية لكرة القدم. 
      أكد الممثل الدائم لتاجيكستان لدى الأمم المتحدة، السفير جونبيك حكمت، أن اليوم العالمي ولد من حلم جماعي دافع عنه العديد. حيث تعد كرة القدم نسيج ممزوج بالعاطفة والمهارة والروح الإنسانية التي لا تنضب ويتجاوز الحدود والثقافات واللغات. وأن كرة القدم تنطق بلغة عالمية، لغة الفرح والأحلام المشتركة والتصميم الذي لا يتزعزع. لذلك يجب على المجتمع الدولي ضمان توسيع نطاق الوصول إلى كرة القدم، لتصل إلى من هم في أمس الحاجة إليها، والعمل على تمكين المدربين، والاستثمار في البنية التحتية، وتنشئة الجيل القادم من نجوم كرة القدم. وأن نجدد التزامنا بتسخير القوة الاستثنائية لهذه اللعبة الجميلة حتى نضمن معًا أن تظل كرة القدم قوة من أجل الخير للأجيال القادمة. 
      يأتي الاحتفال الثاني باليوم العالمي لكرة القدم في 25 مايو هذا العام وسط أجواء حزينة لدى العديد من شعوب العالم التي تعاني بلادها ويلات الحروب والدمار وخاصة في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام، وفي ميانمار وغيرها، ولذلك يأمل القائمون على لعبة كرة القدم أن تكون هذه الساحرة المستديرة شعاع أمل يوحد البشرية ضد الظلم والاضطهاد، كما توحدهم كرة القدم في الملاعب، حتى يعم الأمن والسلام والازدهار مختلف بقاع العالم.

مساحة إعلانية