مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر الدكتور مصطفي رجب يكتب : الحرام والمكروب!!

2025-07-30 01:34:35 - 
الشاعر الدكتور مصطفي رجب يكتب : الحرام والمكروب!!
الشاعر الدكتور مصطفي رجب

المعلم خليفة ، وشهرته أبوضيف ، اسمه الأصلي زناتي ، واختلف والداه عند تسجيله في سجلات المواليد ، فاقترح الباشكاتب رمسيس أفندي – حسما لخلافهما -  اختيار اسم خليفة بدلا من زناتي ، لأن الزناتي هو نفسه خليفة كما قال ، وبعد انصرافهما نسي الباشكاتب رمسيس أفندي تسجيله لمدة يومين فلما تذكر أنه لم يسجله ، سجله باسم عنتر !!
بدأ هذا الفتى حياته مشاغبا ، فمتهربا من المدارس، فنشالا تحت التمرين ، فلصاًّ ذا مشرط ، فعضوا في حزب أغلبية ، فصاحب مخبز بلدي ، فعضوا في المجلس الشعبي المحلي ، وانتهى به المطاف إلى رجل أعمال ، يملك عددا من المقاهي ومحال العصير والعمارات السكنية وقطع الأرض ، مما دفعه للتفكير في الترشح للبرلمان. إذْ " ناقْصُه إيه ؟ " كما يقول مندهشا حين يستنكر أحدنا  - نحن مفاعيص الثقافة القابعين على مقهى السعادة الذي يملكه ويملك طردنا منه – تفكير سعادته في الترشح . !!! 
وكان المعلم خليفة ، وشهرته أبو ضيف ، قد اختصنا وحدنا دون باقي الزباين بذكريات معضلة تعدد أسمائه، في سياق إقناعنا بأن نتبنى حملته الانتخابية بين أهل المنطقة ، والإشادة بإنجازاته التاريخية وأهمها إلغاء طوابير الخبز من أمام الفرن البلدي حلا لمشكلة الطوابير التي تنادي الحكومة بإلغائها ، وقد حلها المعلم بقرار من نصف سطر نال إعجابنا جميعا ، وحلف الأخ موهوب طلاقا ثلاثا أن المعلم بهذا القرار : (مية مية ) (= 100% ) وكان قرار المعلم يتلخص في بيع الدقيق المدعوم سرا ، بسعر أعلى ، وشراء خبز من مخبز آخر وعرضه للناس لمدة نصف ساعة في الصباح الباكر ، والاحتفاظ بعشرين رغيفا ليراها من يطلب خبزا في الضحى وهو يسمع كلمة ( شطَبنا يا أخ )
ما أن استنكر بطيخ قرار المعلم ووصفه بأنه حرامي ، حتى هبطت قبضة موهوب على نافوخه كأنها نكسة 67 مما أصاب بطيخا بنزيف حاد ، وإمساك مزمن ، وحَوَل مؤقت ، فقال له موهوب شارحا وجهة نظره ( إن المعلم بيجيب من الآخر يا بجم ، هو الدقيق في نهاية المطاف هيروح فين ؟ مش في بطون الناس ؟ سواء أكان مخبوزا في فرن حبيب الشعب المعلم خليفة – وشهرته أبوضيف- أم في غيرها؟ فما لزوم الطوابير وهي عند الحكومة مكروهة كراهية تحريم؟)
لم تنكد علينا تلك الواقعة احتفالاتنا بالعيد الوطني لمصر في مساء يوم 23يوليو الماضي ، فقد اعتدنا في ذكرى تلك الليلة كل عام أن نقف على أطلالها ، ونصف النياق والجِمال والحمير والقطط السمان ،ثم ننتقل لذكر المحبوبة التي أنهكتها البلهارسيا وطقم الأسنان والباروكة وكيف شاخت وباخت وداخت – المحبوبة وليس الثورة– وأناخت بكلكلها ولا حيلة لها في الحركة،
 و..." ربنا يشيل حملتها " على رأي المرحومة سكيكرة!!
وننهي احتفالنا السنوي المحدود بإلقاء قصائدنا التي كتبناها تغزلا ، ونحتسي أكواب الشربات وعصير الدوم ، والتمر الهندي ، والخروب إحياءً لهذه الذكرى العطرة .

مساحة إعلانية