مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر عـبد الستار سليم يكتب: البطل السومري الغاشم جلجامش ملك مدينة أوروك

2025-08-16 20:25:02 - 
الشاعر عـبد الستار سليم يكتب: البطل السومري الغاشم جلجامش ملك مدينة أوروك
الشاعر والباحث عبد الستار سليم

جلجامش  شخصية هامة  فى الأساطير  السومَـرية  خلال  سلالة " أور "  فى فترة ما قبل الميلاد ، وعلى الرغم من عدم توفر أدلة مباشرة  على كون جلجامش  شخصية حقيقية - إلا أن معظم خبراء الآثار والباحثين فى  مجال الدراسات الشرقية  القديمة لا يعارضون احتمالية  كون جلجامش شخصية  تاريخية حقيقية ، فهم يعتقدون  أنه كان ملكا  حقيقيا لمدينة  "أوروك" ( إحدى المدن التاريخية  للحضارة السومرية  والبابلية ، التى تعتبر إحدى أوائل المراكز الحضارية فى العالم )، كان جلجامش صاحب  أقدم ملحمة أدبية  معروفة ، تحكى قصة  الملْك ، كان  جلجامش  ملك مدينة " أوروك "  ويقال إنها هى التى اخترعت الكتابة ، و جلجامش - البطل  الأسطورى فى  الملحمة الشهيرة فى العراق ، قيل إنه  كان شخصية حقيقية  وهو الملك السومرى الذى حكم فى العراق حوالى  2700.   ق. م . أما عن ملحمته البطولية  فقد تمّ تصنيفها  بكونها من أكثر الأسرار العجيبة - إن لم تكن  أعظمها  على الإطلاق - التى احتار فى حلّها  علماء الآثار و مفسري الألغاز وتصنف أحداثها الخرافية  بكونها شفرات  ودلالات ،! 
و جلجامش يوصف  بأنه حاكم وحشى قمعى ، و بطل أسطوري جبّار  فى الأرض ،  لدرجة أن ربط بعض المؤرخين  شخصية  جلجامش بشخصية  "النمرود"  فقد  كان ظالما وقاسيا على شعبه   ..!
  جلجامش كان له معركة  مع " عشتار " -إلهة الإمبراطوريات  القديمة -  فحينما لبس جلجامش  تاجه ، رفعت عشتار الجليلة عينيها ، ورمقت جماله ،  فنادته : (تعال يا جلجامش ، وكن عريسى ، وأكون زوجك ، وسأُعدّ  لك  مركبة من حجر اللازورد ، وعجلاتها من الذهب ، وقرونها من البرونز ،  تجرّها الشياطين ، فلم يوافق  على الزواج منها ، فأرسل الآلهة إليه البطل الأسطورى " إنيكدو "  القادم من الطبيعة والبرّيّة ، لكى يصارعه ويقتله ،
وكان هناك صراع  آخر مع البطل الأسطورى "إنيكدو" الذى تظهره الملحمة بيئة البطل الجبار،  فأرسلته الآلهة منافسا  لـ " جلجامش" ، لكى يصارعه و يقتله .. ولما تصارعا ، لم يستطع أحدهما أن يتغلب على الآخر ،   فتصادقا ، حتى أنه أصبح  الصديق الأوحد لجلجامش فى الحرب ، و بصداقته لإنيكدو تحول جلجامش عن جبروته وظلمه الذى كانه فى بداية الأمر، واجتهد فى البحث عن الخلود ، وصارا يخوضان معا  مغامرات عديدة ،  منها أنهما قتلا اثنين من مساعدى الآلهة ( أحدهما " ثور السماء" ) مما أغضب  مجلس الآلهة  الذى قرّر  قتل أحد هذيْن الصديقين ، عقوبة لما ارتكباه بحق الآلهة ، وبهذا يُعاقب إنكيدو بالموت مبكرا من قِبَل الآلهة ، فيبكى عليه جلجامش ويرثيه بقوله  : )سوف ألبس جلد الأسد ، وأهيم على وجهى فى الصحارى من أجل " إكيديو " ، خِلّى  وصاحبى ، أبكى وأنوح  نواح الثكْـلَى ، فقد كان  الفأس الذى فى جنبى ، وهو قوة ساعدى، والخنجر الذى فى حزامى ، والذراع الذى يدرأ عنى  الأخطار ، وهو فرحتى  وبهجتى ، وكسوة عيدى ) ، ، و البطل "إنيكدو " الذى   أرسلته الآلهة  " عشتار "  لمواجهة جلجامش  ( عندما رفض جلجامش أن يتزوجها )
كذلك  راح  جلجامش يبحث عن الخلود ، فمن أقواله : نحن ننهزم عندما  نستسلم فقط.. و أدرك فى النهاية أن الخلود الحقيقى  يكمن فى الأعمال  الصالحة  التى يتركها للبشر، وأعلمته الآلهة بأن الحياة التى يبغى لن يجدها ، فالآلهة العظام حينما خلقت البشر  قدّرت  الموت على البشرية 
والملحمة ممتلئة  بالقيم والمواضيع  المهمة المتعلقة  بالأنسانية ، فنجد فيها  الصداقة والوفاء والأمانى  والحنين إلى الذكريات وغيرها  الكثير ، وأهم موضوع عالجته الملحمة  الموت والخلود ، وهذا ما جعل الملحمة  تتخطى  حدود بلاد الرافدين ، وتنتشر  إلى البلدان و الحضارات كافة .
 و قام بترجمة الملحمة من اللغة الأكادية إلى اللغة العربية واحد من أبرز علماء الآثار فى العراق  هو طه باقر ..!

مساحة إعلانية