مساحة إعلانية
جلجامش شخصية هامة فى الأساطير السومَـرية خلال سلالة " أور " فى فترة ما قبل الميلاد ، وعلى الرغم من عدم توفر أدلة مباشرة على كون جلجامش شخصية حقيقية - إلا أن معظم خبراء الآثار والباحثين فى مجال الدراسات الشرقية القديمة لا يعارضون احتمالية كون جلجامش شخصية تاريخية حقيقية ، فهم يعتقدون أنه كان ملكا حقيقيا لمدينة "أوروك" ( إحدى المدن التاريخية للحضارة السومرية والبابلية ، التى تعتبر إحدى أوائل المراكز الحضارية فى العالم )، كان جلجامش صاحب أقدم ملحمة أدبية معروفة ، تحكى قصة الملْك ، كان جلجامش ملك مدينة " أوروك " ويقال إنها هى التى اخترعت الكتابة ، و جلجامش - البطل الأسطورى فى الملحمة الشهيرة فى العراق ، قيل إنه كان شخصية حقيقية وهو الملك السومرى الذى حكم فى العراق حوالى 2700. ق. م . أما عن ملحمته البطولية فقد تمّ تصنيفها بكونها من أكثر الأسرار العجيبة - إن لم تكن أعظمها على الإطلاق - التى احتار فى حلّها علماء الآثار و مفسري الألغاز وتصنف أحداثها الخرافية بكونها شفرات ودلالات ،!
و جلجامش يوصف بأنه حاكم وحشى قمعى ، و بطل أسطوري جبّار فى الأرض ، لدرجة أن ربط بعض المؤرخين شخصية جلجامش بشخصية "النمرود" فقد كان ظالما وقاسيا على شعبه ..!
جلجامش كان له معركة مع " عشتار " -إلهة الإمبراطوريات القديمة - فحينما لبس جلجامش تاجه ، رفعت عشتار الجليلة عينيها ، ورمقت جماله ، فنادته : (تعال يا جلجامش ، وكن عريسى ، وأكون زوجك ، وسأُعدّ لك مركبة من حجر اللازورد ، وعجلاتها من الذهب ، وقرونها من البرونز ، تجرّها الشياطين ، فلم يوافق على الزواج منها ، فأرسل الآلهة إليه البطل الأسطورى " إنيكدو " القادم من الطبيعة والبرّيّة ، لكى يصارعه ويقتله ،
وكان هناك صراع آخر مع البطل الأسطورى "إنيكدو" الذى تظهره الملحمة بيئة البطل الجبار، فأرسلته الآلهة منافسا لـ " جلجامش" ، لكى يصارعه و يقتله .. ولما تصارعا ، لم يستطع أحدهما أن يتغلب على الآخر ، فتصادقا ، حتى أنه أصبح الصديق الأوحد لجلجامش فى الحرب ، و بصداقته لإنيكدو تحول جلجامش عن جبروته وظلمه الذى كانه فى بداية الأمر، واجتهد فى البحث عن الخلود ، وصارا يخوضان معا مغامرات عديدة ، منها أنهما قتلا اثنين من مساعدى الآلهة ( أحدهما " ثور السماء" ) مما أغضب مجلس الآلهة الذى قرّر قتل أحد هذيْن الصديقين ، عقوبة لما ارتكباه بحق الآلهة ، وبهذا يُعاقب إنكيدو بالموت مبكرا من قِبَل الآلهة ، فيبكى عليه جلجامش ويرثيه بقوله : )سوف ألبس جلد الأسد ، وأهيم على وجهى فى الصحارى من أجل " إكيديو " ، خِلّى وصاحبى ، أبكى وأنوح نواح الثكْـلَى ، فقد كان الفأس الذى فى جنبى ، وهو قوة ساعدى، والخنجر الذى فى حزامى ، والذراع الذى يدرأ عنى الأخطار ، وهو فرحتى وبهجتى ، وكسوة عيدى ) ، ، و البطل "إنيكدو " الذى أرسلته الآلهة " عشتار " لمواجهة جلجامش ( عندما رفض جلجامش أن يتزوجها )
كذلك راح جلجامش يبحث عن الخلود ، فمن أقواله : نحن ننهزم عندما نستسلم فقط.. و أدرك فى النهاية أن الخلود الحقيقى يكمن فى الأعمال الصالحة التى يتركها للبشر، وأعلمته الآلهة بأن الحياة التى يبغى لن يجدها ، فالآلهة العظام حينما خلقت البشر قدّرت الموت على البشرية
والملحمة ممتلئة بالقيم والمواضيع المهمة المتعلقة بالأنسانية ، فنجد فيها الصداقة والوفاء والأمانى والحنين إلى الذكريات وغيرها الكثير ، وأهم موضوع عالجته الملحمة الموت والخلود ، وهذا ما جعل الملحمة تتخطى حدود بلاد الرافدين ، وتنتشر إلى البلدان و الحضارات كافة .
و قام بترجمة الملحمة من اللغة الأكادية إلى اللغة العربية واحد من أبرز علماء الآثار فى العراق هو طه باقر ..!