مساحة إعلانية
هو شاعر ملحمى أسطورى، وهو أحد الكُتّاب الذين أثّروا فى البشرية ، وهو مولود فى القرن التاسع ق. م . على الساحل الغربى لآسيا الصغرى (فى إيونيا ، وهى منطقة ساحلية فى وسط الأناضول فى تركيا الحالية ) ، قال هيرودوت إن هوميروس سبقه بأربعمائة عام ، وكان هوميروس هو الشاعر الإغريقى الذى تحمل اسمه ملحمتان من أقدم الملاحم وأضخمها فى تاريخ الأدب الإغريقى ، هما "الإلياذة ، والأوديسة " ..
و كلمة "هوميروس " فى التقليد الأيولى تعنى " قائد الأعمى " أو " الأعمى " ، وهو شاعر شفهى ، و يعدّه النقاد ينبوع الشعر الإغريقى وقمّـته ، حيث كان شاعرا فذا ، برع فى نظم " الإلياذة " و "الأوديسة "، وترجح مصادر قديمة أخرى أنه عاش فى فترة قريبة من حرب طروادة (و طروادة هى المدينة التاريخية القديمة والمعروفة حاليا بمنطقة الأناضول فى تركيا الحديثة بالجنوب من بداية ممر الدردنيل المائى، والتى ازدهرت فى الألف الثالث ق.م. ) ..
ويُقال إنه كان شيخا للمنشدين فى بلاط الأمراء ، و أنه قام بالعديد من الجولات إلى مصر ، وإيطاليا، واليونان ، و بعد أن بلغ المشيب ، أصبح معوزا، وفقد بصره ، فدفعه ذلك إلى التنقل من مدينة إلى أخرى، بحثا عن الرزق ، إلى أن وافته المنية فى مدينة " إيوس" القديمة - وهى تقع شرق " جزيرة كريت "الحالية - وترجح مصادر قديمة أخرى أنه عاش فى فترة قريبة من حرب طروادة و شعر "هوميروس" فطرى يمكن تمييز أسلوبه بسهولة، بسبب سهولة حركته ووضوحه التام ، والدافع العاطفى المميّز الكامن فى نصوصه الشعرية ، كما تهتم أعماله بالتركيز على التأثير الدرامى والعواطف البشرية ، وكانت أشعاره وملاحمه النموذج المثالى الذى
يحتذيه الشعراء فى أعمالهم .. ولا يقتصر "هوميروس" على شعراء الحقبة الكلاسيكية فقط ، ولكن يمتد أيضا إلى شعراء أوروبيين وعالميين ينتمون لأحقاب زمنية لاحقة، و هو يصوّر - تقليديا - على أنه أعمى ، ويزعم البعض أنه كان أميا ، والإغريق القدامى آمنوا بأن "هوميروس" كان شخصية تاريخية ، ولكن البعض يشكّك فى ذلك ، لعدم وجود ترجمات موثقة لسيرته باقية من الحقبة الكلاسيكية، و لذا اصطلح المؤرخون فيما بينهم على تسمية هذا الجدل الكبير حول وجود "هوميروس" وحياته وأشعاره بالمسألة الهوميرية ..
والإلياذة هى قصيدة (طروادة ) ، وتمثل - بجانب الأوديسة أهم قصيدتين ملحميّـتين فى اليونان القديمة ، وهما ملحمتان مؤثرتان للغاية فى الأدب الغربى ، باعتبارهما المحاولات الأولى فى كتابة (الغنائية ) قبل آلاف السنين - وتُعدّ الأوديسة واحدة من الملحمتين الإغريقيتين الكبيرتين المنسوبتين إلى هوميروس، وهى - جزئيا - تتمّة لملحمة الإلياذة ، وتُعدّ ركنا رئيسيا للأدب الغربى الحديث ، فهى ثانى أقدم عمل أدبى أنتجته الحضارة الغربية ، و " الإلياذة " و "الأوديسة " بشكل عام ، هما قصيدتان ملحميتان مؤثرتان للغاية فى اليونان القديمة ، وهما أقدم عملين فى الأدب اليونانى ، وتعد الإلياذة إحدى أقدم الأعمال الأدبية الموجودة بين أيدينا اليوم ، والإلياذة تتناول أحداث الحصار العنيف الذى ضُرب حول مدينة " طروادة " ، و هذه الحرب - التى أهلكت الرجال - كانت بسبب أنّ " هيلين " - أجمل نساء الأرض قاطبة حسب الأسطورة اليونانية والتى كان جمالها نقمة عليها وعلى طروادة - هربت مع " باريس " ابن ملك طروادة ، تاركة زوجها "مينلاوس" ملك " إسبرطة "
كما تُعدّ الأوديسة حكاية عن السفر والمغامرة والعودة إلى الوطن ، ( رحلة أوديسيوس إلى موطنه " إيثاكا" اليونانية )
وقالوا : فما عرفت الإنسانية يوما أسطورة صنعت تاريخا مثل الإلياذة والأوديسة ، تلك الأسطورة التى تُوغل فى القِدم لما يزيد عن ألف عام ، والتى بقيت أسطورة حتى تحولت إلى حقيقة تاريخية مؤكدة فى أواخر القرن التاسع عشر كملحمة شهيرة فى العربية و التى قام بترجمتها أمين سلامة