مساحة إعلانية
بعد أن انتهت مرحلة طفولتي التي ملأتها بقراءة المغامرون الخمسة لمحمود سالم ، وأرسين لوبين ، وبعض كتب المكتبة الخضراء ومجلتي ميكي وسمير ، تعرفت علي توفيق الحكيم الذي قرأته كله –ولنا وقفة خاصة به ، ثم د.مصطفي محمود ،وعندما قرأت عبقريات العقاد توقفت ولم استطع تكملة باقي كتاباته حتي مرحلة متأخرة وجدتني استعيد العقاد وأهضم كل كتاباته وخصوصا كتاباته الصحفية في المجلات والصحف التي تبرز قوة حجته وعمق ثقافته وكثيرا من قسوته وصموده .
في 28 يونية 1889م ولد في أسوان عباس محمود إبراهيم مصطفي العقاد ، الذي ملأ الحياة الثقافية والفكرية بكتاباته المتعددة في كافة المجالات . والذي تنبأ له الشيخ محمد عبده عندما زار أسوان واستمع لهذا الطفل النابه وقال « ما أجدر هذا أن يكون كاتبا بعد « .
وكما ذكر د. شوقي ضيف في كتابه الماتع « مع العقاد « عن كلمات الشيخ محمد عبده : « وكأنما كانت كلمة سحرية فقد استقرت في نفس عباس ورسمت له مستقبله» .
في هذا الكتاب الهام والصادر عن سلسلة « اقرأ» ، تلك السلسلة القافية الهامة التي تصرها دار المعارف .
يغوص الكاتب في حياة العقاد ، ويبحر عبر تاريخه الطويل منذ الطفولة وحياته في أسوان ، ثم حياته في القاهرة ، وكفاحه الممتد عبر سنوات عمره(1889- 1965م) ، قدم هذا المفكر والأديب والشاعر والصحفي للمكتبة العربية تراثا إنسانيا كبيرا وهو الذي لم يحصل إلا علي الشهادة الابتدائية ، ولكنه تفوق بجهده وصبره وجلده وثقافته علي كثير من أبناء جيله ، وعاش للكتابة وعاش منها ، فقد كانت مصدر رزقه الوحيد بعد أن تفرغ لها ولم يفلح في أي وظيفة ، وهو الكاتب المحلق في فضاء الحرية ، الصامد أمام رؤيته للحياة والكون والثقافة والسياسة والفكر ،ودفع أمام صموده سنوات من القيد علي الحرية .
في «دُكان الكلام « نرشح لكم كتاب « مع العقاد « ليكون مدخلا مهما وفاتح شهية للولوج في حضرة العقاد وتراثه الضخم .