مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
محمود رمضان الطهطاوي
لماذا نقرا؟ نقرأ لنتطور، لنرتقي، لننمي مجتمعنا، لنتعرف إلي ما وصلت إليه الشعوب من تقدم. نقرأ لنتواصل، لنعيش حياة سعيدة، خالية قدر المستطاع من متاعب الحياة، فلولا القراءة ما اكتشفنا الأمراض المستعصية وطرق وسبل علاجها، ولا تعرفنا علي عادات وتقاليد الشعوب الأخري ليسهل لنا عملية التواصل عن فهم وإدراك. لولا القراءة والمعرفة لما استطاع الإنسان علي مر العصور أن يخترع، ويكتشف ويضيف للبشرية الكثير من وسائل المعيشة. فأساس كل شيء القراءة، كيف استطاع الإنسان أن يصعد للقمر ويغزو النجوم، ويخترع الراديو والتلفاز والمصباح الكهربائي والكمبيوتر وشبكة الإنترنت ويستنسخ النعجة” دوللي”، ويسعي بكل الطرق لاستنساخ نفسه. عندما عرف اللغة وبدأ يتحدث بها ويتعامل بها في يومه وحياته وبها سن القوانين، ونقشها علي الحجر وأوراق البردي ومازالت شاهدة علي تلك الحضارات التي سادت ثم بادت وبعضها مازال، ولولا اللغة والكتابة ما عرفنا تلك الحضارة التي اندثرت. فلولا حجر رشيد-علي سبيل المثال-ما عرفنا سر الحضارة الفرعونية، وما استطاع “ شامبيليون “ أن يفك أسرار اللغة، لتفتح أمامنا أسرار هذه الحضارة السامقة الشامخة. لماذا نقرأ؟ .
كان لابد من طرح السؤال/ المواجهة، فلا يستطيع شعب الاستغناء عن القراءة، المدخل الأول للمعرفة، القراءة التي صنعت العربي الأول في صدر الإسلام، وجعلته في مقدمة الشعوب في وقت كانت تعج أوربا وغيرها في حياة الظلام والبؤس، عندما أقبل العربي الأول علي المعرفة، ونهل من كل الحضارات وتفاعل مع الأمر الإلهي “ اقرأ” بصدق، بدون شعارات وبدون زيف، فنهل من حضارة اليونان وفارس وأخذ منها ما يتماشي مع عاداته وتقاليده ودينه، وأضاف إلي البشرية رصيداً رائعا من الفكر والعلم، مازالت جامعات الغرب تدرسه حتي الأن، فظهر ابن رشد، وابن سينا، والرازي، وغيرهم من الأسماء التي أثرت الحياة وأطلقت شعاع العلم والمعرفة في سماء العالم بأسره، فأستفاد منه القاصي والداني.
حاولت أن أوقف طرح السؤال، ولكن مازال يزن بداخلي ويفرض حضوره.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
