مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

هبه حرب تكتب : ما بين الوعد و الإعتراف .. إسرائيل في مهب الريح

2025-09-24 20:49:18 - 
هبه حرب تكتب : ما بين الوعد و الإعتراف ..  إسرائيل في مهب الريح
هبة حرب
منبر

قبل 108 عام قدم بلفور وعداً لليهود لإنشاء دولة على الأراضي الفلسطينية، و تحديداً في نوفمبر 1917 أرسل وزير الخارجية البريطاني “آرثر بلفور” خطابًا إلى اللورد “روتشيلد” يتعهّد فيه بإنشاء دولة يهودية على أرض فلسطين. 

وفي سبتمبر 2025، خرج علينا كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني معترفاً بـ الدولة الفلسطينية، كما قرر إضافة إسم دولة فلسطين في خرائط بريطانيا الرسمية. 

و بالعودة إلى بلفور، فقد كان من أشد أعداء اليهود، فهو صاحب “قانون الغرباء لعام 1905” الذي استهدف بالأساس تقييد هجرة اليهود الشرقيين خصوصاً من روسيا وبولندا إلى بريطانيا، وذلك بدعوى أنهم يُسبّبون مشكلات اقتصادية واجتماعية. 

وحين ضاقت بريطانيا بوجود اليهود فيها ، أراد بلفور أن يصدر المشكلة إلى الشرق الأوسط عامةً وإلى فلسطين خاصةً، مغلّفًا هذا التصدير بغلاف ديني محرَّف، يوعد من هم في الشتات بأرض الميعاد.

وبعد عقود شهدت وحشية الإحتلال ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض، و إنتهاكات وتوسعات على حساب الأراضي العربية وليس الفلسطينية فقط ، وحروب أيضاً شهدتها المنطقة نتيجة هذا الوعد الأثم.

تأتي بريطانيا اليوم، لتعترف بـ دولة فلسطين، وسط زخم عالمي حول الإعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث اعترفت كل من فرنسا والبرتغال وكندا وإستراليا وبلجيكا وعدد آخر من الدول، ليصل إجمالى عدد الدول المعترفة بـ الدولة الفلسطينية لـ 156 من أصل 193 أعضاء في الأمم المتحدة. 

وبالرغم من أن هذه الاعترافات، لا تعطي لـ فلسطين السيادة على أراضيها، ولا تغير من الواقع شيئاً خلال الفترة الراهنة، إلا أن الأمر له آثار سلبية ملموسة على إسرائيل و أحلامها التوسعية. 

فقد فقدت إسرائيل أغلب حلفائها التاريخيين، وأصبحت تقف فقط بالحماية الإمريكية، فإذا سقطت هذه الحماية أصبحت في مهب الريح. 

كما أصبحت إسرائيل منبوذة في منطقة يزداد الكره لها فيها كل يوم نتيجة لأفعالها الوحشية في حق أبناء الشعب الفلسطيني. 

وقد تنامي هذا الكره لشعوب العالم التي كانت المحرك الرئيسي مؤخراً لدفع بلادهم ، للاعتراف بـ فلسطين، واتخاذ مواقف ضد إسرائيل، وظهر ذلك في العديد من ملامح الرفض الشعبي في أغلب دول العالم ضد الإسرائيليين، مما يوضح أن الشعب الذي أتى من الشتات، أشتعلت نيران الرفض والكره نحوه من أغلب شعوب العالم. 

ومهما حاول البعض، سيبقى وعد الله فيهم منبوذين و مشتتين في الأرض، لا وطن لهم، ولا أرض يستطيعون العيش فيها طويلاً، سيظل الشتات مصيرهم المحتوم.

مساحة إعلانية