مساحة إعلانية
لماذا اخترت عنوان ديواني برديات جديدة للفلاح الفصيح ؟
أولا أنا شاعر مصري أعتز بتراثي المصري العظيم الذي أضاء للعالم فكلمة برديات تحيلك مباشرة إلى حضارة المصريين القدماء وكلمة الفلاح لماذا لأنني في الحقيقة وفي الواقع اشتغلت بالطورية مع أبي الله يرحمه في أرضنا الزراعية أو بالأجر في أرض الغير أنا عزقت بالفأس (الطورية) و (الشكرفة) مع أبي القطن والشامي وزرعت مع أبي القمح والشامي والقطن وجمعت القطن وقطعت بالشكرفة حطب القطن وعيدان الذرة وحصدت ودرست مع أبويا محصول القمح وكنت أحش البرسيم لبقرتنا وأجلس أذاكر تحت نخلتنا في حقل أو غيط ام الذهب وتحت شجرة الصفصاف في خمسة تومة ولى ذكريات عظيمة عن كفاح و عرق الجبين في الأرض و عن أبي رحمه الله ولأن أخي عباس عبد الحميد السيلي وابنه أحمد عباس ما زالوا في قرية الإتلات يمارسون مهنه الزراعة لهذا اعترف لكم انني فلاح مصري كبقيه الفلاحين المصريين الشرفاء الذين يطعمون العالم من عرق جبينه وهم الكادحون الشرفاء الذين لم يتركوا ارضهم تحت مسمى البحث عن لقمه العيش او السفر الى الخارج ابي رحمه الله لم يبرح ابدا قريه الاتلات ومات رحمه الله وتراب القرية في قدميه الشريفتين عن عمر يناهز السادسة والثمانين لم يتخل أبدا عن رسالته في الحياة وهي زراعة الأرض مهما كانت التكاليف كنت أقطع بالطورية دارنا وكلمه الدار في لهجه المنيا هي حوش البهايم كنت أنظف بالطورية مخلفات بهائمنا و أرفعها على الحمارة وأذهب بها الى الحقل كذلك شاركت أبي وأخي في صناعة الطوب الأخضر الذي بنينا به الدور الثاني كنا نحضر الطمي الذي رفعته الكراكات التي تعمق كل فترة مجرى المياه في الترع والمصارف الزراعية وكنت قبل ان تتزوج اختي رحمها الله كنا نشرب من يدها الشريفه اللبن الصابح مباشره دون غليه على النار صباحا ومساء وأحيانا تصنع لنا الأرز باللبن منه تحلب لنا اللبن من بقرتنا صباحا ومساء ثم عندما تزوجت اختي رحمها الله وكان أبي لم يتزوج بعد وفاة أمي رحمها الله وواصل عدم زواجه حتى بعد زواج أختي التي كانت دون السابعة عشرة تقريبا او الثالثة فكنا أنا وأخي وأبي نصنع كل ما هو مطلوب منا للحياة انا مارست العمل في الزراعه فعلا حتى سن السادسة والعشرين من عمري حين جاء تعييني في محافظه أسوان 1995 هنا في هذا العام انقطعت علاقتي بالأرض الزراعية بالشكل الرسمي ولكن لم تنقطع علاقتي الروحية بقرية الإتلات مطاي المنيا ولا بذكرياتي العظيمة عن الفلاحين الشرفاء الكادحين الذين يطعمون العالم من عرق جبينهم ، لأنني أنتمي الى مصر أرى أن الإنسان الشريف هو الذي ينحاز إلى وطنه أولا ثم إلى شعبه ثانيا ثم إلى الضعفاء والبسطاء من أبناء شعبه ثالثا فرأيت ان كلمة الفلاح تعيدني إلى الطبقة الشريفة الكادحة التي جذوري تنتمي وتمتد إليها ولا اخفي عليكم انني اجد هنا في اسوان هذه المحافظة العظيمة الكريمة المضيافة تجد بعض الأشخاص السيئين ضعيفي الشخصية يتنمرون على غير الأسوانيين فيطلقون لفظه فلاح كنوع من التنمر والاحتقار أو التحقير كأنهم غير أصلاء او غير شرفاء وانا بطبيعتي أنحاز دائما إلى المهمشين والضعفاء فأردت بكلمة الفلاح في عنوان الدوام الديوان ان أضع لطمة قوية على وجوه هؤلاء الأشخاص السيئين ضعاف الشخصية وضعاف الإنسانية لأتباهى بجذورى العريقة حيث الفلاح المصري هو صاحب الأرض الأصلي وليس النازح
ثم الدلالة المعنوية التي اريدها من العنوان برديات جديدة للفلاح الفصيح أن أقول إن الفلاح المصري القديم الذي كتب رسائله وشكواه إلى حاكم الإقليم وخلد اسمه في سجل الأدباء أنني انا وريثه الشرعي فأنا أيضا مصري وفلاح أنتمي الى بلدي وأريد أن أخلد اسمي واكتب شكواي في كل القضايا التي تهمني شخصيا أو تهم المصريين في العصر الحديث فأنا أؤمن أن الشاعر لابد أن يلقي رسالته ويوجه رسالته إلى مجتمعه ولا يكون بعيدا أبدا عن الواقع حيث ان الشاعر البعيد عن الواقع شاعر فقد أهمية وجوده في الحياة في النهاية يسعدني ان يقتني اصدقائي والمحبين للشعر كتابي الفائز في مسابقة أشرف بدير الأدبية 2024 والصادر عن دار الرضا للنشر والتوزيع وهو موجود حاليا في دار معرض القاهرة الدولي للكتاب 23 يناير الى 5 فبراير 2025 وفقنا الله جميعا لكل ما نحب .