مساحة إعلانية
كعادة وسائل التواصل الاجتماعي في الفضاء الأزرق، تقوم الدنيا وتقعد، وتتحول القطفة التي تظهر علي الفضاء إلي « تريند « يشارك فيه كل من « هب ودب» ويظل الصراع مشتعلا، والحكاوي والغناوي والبلاوي تظهر علي السطح يراها البعض كالدرة المصونة واللؤلؤة الثمينة، وأحيانا والعياذ بالله كطفح المجاري تتحول فيها الحروف لعفن، وهكذا حال الدنيا والناس بين معارض ومؤيد وما جعل المشهد يتورم ويظهر ويطفح وسائل التواصل وما أتاحته من حرية الكلام والكتابة لكل من يملك هاتفا جوالا وفي وقته محتار !. ونعود للقيثارة « نجاة « صوت الهمس والدفء والجمال ، فما حدث من تداعيات عندما أطلت علينا في حفل “جوي أوورد” في الرياض بالسعودية مؤلم وموجع لعشاقها وهم كثر علي امتداد الوطن العربي، ومن ضمن ما قالوا إنها لم تتحدث ولم تدل بأي حديث وقالوا الكثير حول صوتها الذي تغير – وسبحان من لم يتغير - ، ولكنهم نسوا وتناسوا وربما جهلوا أن القيثارة خجولة بطبعها ،ولا تجيد الحديث والتحدث عن نفسها ،ومن يشاهد حواراتها القليلة وهي منشورة ومتاحة علي « اليوتيوب» نلحظ خجلها الذي يطل من مسامات وجهها ويُرسم وهي تحاول أن تواجه كلمات المضيف بخجل شديد يضيف جمالا علي جمالها الآسر . وهذا بخلاف وقوفها علي المسرح الذي تملكه وتمتلكه وتسيطر عليه بحضورها واندماجها في الغناء فتحلق في فضاء الحب والجمال والإنسانية بقوة حضورها ، فتتجاوب مع جمهورها بضحكة خجلي ، أو ابتسامة فراشة تتنقل بين الزهور بحرية. هذه القيثارة الخجلي ، ستظل علامة من علامات الفن الأصيل ببساطتها ،عمقها ، خجلها ، حضورها العذب ، تاريخها الذي حفرته بجهد وصبر وإيمان ومحبة ،وكما تغنت وأبدعت بقصيدة للشاعر سعاد الصباح وهي تترنم وتشدو وتناشد : (لا تنقد خجلي الشديد فإنني بسيطة جدا )